Wednesday, April 13, 2011

فهرس الموضوعات


Tuesday, April 12, 2011

مقدمة

"الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها" [1] ، لذا كان مشروعا دوما للمهتمين والمتخصصين أن يتسائلوا ويبحثوا كيف يفكر الشباب فى جماعة ضخمة مؤثرة فاعلة كجماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن هذا التساؤل والبحث فقط من قبيل استشراف مستقبل الجماعة عبر قراءة أفكار شبابها اليوم قادتها فى الغد القريب، ولكن أيضا كان هذا الاهتمام بفكر الشباب لأنهم مرآة حقيقية لا تجيد التجمل لأفكار هذه الجماعة بنفوسهم النقية وعواطفهم الجياشة القوية.

ولما كانت قدرات ومهارات الشباب دوما مختلفة ففى الوقت الذى يستطيع البعض فيه التعبير عن أفكاره بكلمات واضحة وعبارات مرسلة يعجز البعض عن أن يستخدم من الكلمات ما يناسب المقال والمقام، والوقت الذى قد يتاح لبعضهم لطرح فكرته ورأيه قد لا يتاح للآخرين، مما دفعنا لنقدم هذا الاصدار ليكون نافذة على فكر جماعة الإخوان المسلمين بمشروعها الإسلامى الحضارى الوسطى عبر عرض أفكار شبابها ومواقفهم ورؤاهم للقضايا المختلفة، تلك الأفكار التى تشربوها فى أحضان جماعتهم وفى جلسات أسرهم ومارسوها فى لقاءاتهم وأعمالهم.

اصدار سنحاول فيه أن نطرح كل ما يمكن أن يتم التساؤل والبحث عنه فى ضمير ونفوس شباب الجماعة، نقدم الإجابات والمواقف بأمانة كما نعيشها ونؤمن بها حتى وإن كانت تختلف مع الآخرين فلقد تعلمنا من ديننا وجماعتنا أن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية وأن علينا أن نتقبل وجود الآخر واختلافه معنا فى الرأى والفكر والممارسة بل والعقيدة، كما تعلمنا أن نعرض أفكارنا دون تلون أو مداهنة بكل أدب وصدر رحب لسماع النقد والنصيحة والتوجيه، ما دامت هناك غاية واحدة تجمعنا مع مخالفينا تلتقى فى حب الوطن والسعى لرفعته وعزته.

نقدم هذه الإجابات فى صورة برقيات سريعة وكلمات مختصرة ومعبرة مصحوبة ما أمكن بأدلة عملية وممارسات واقعية تثبت الفكرة وتدعمها. ونستسمح من يقرأ هذا الاصدار أن لا يقرأه على انه وثيقة سياسية، فهو فى حقيقته ليس كذلك بل هى سطور تعبر عن حقيقة فهمنا وأفكارنا بكل وضوح وكما نعيشها ونتنفسها، لذا قد يغلب فى حين عليها الطابع الأدبى العاطفى، وفى أحايين اخرى قد يغلفها الأسلوب العلمى والأرقام والاحصاءات، فى حين قد نستخدم الفتاوى والشواهد القرآنية والحديث وفى اماكن اخرى قد نستدل بالمواقف والأقوال والتاريخ.

ولايعنى تقديم هذه الوريقات أن شباب الإخوان إنما يتم قولبتهم على نمط واحد، ويتم جبرهم على فكر محدد، ولكن بداهة هناك لأى تجمع بشرى مساحة واسعة من الاتفاق ارتضوها واجتمعوا عليها تلتقى فى الثوابت والاساسيات والهم والحلم الواحد، وتجاورها مساحات أخرى من الاختلاف فى الفروع والتفصيلات، ويقدم هذا الاصدار المساحة المشتركة من تلك الأفكار والقضايا وتبقى لأفرادها خصوصية الفكر فيما عداها من تفصيلات.

آملين أن تكون هذه الأفكار
----------------------

هدية مقبولة من شباب الإخوان للزملاء والأصدقاء من أقرانهم فى ذات العمر ليعرفوا كيف نفكر وبماذا نحلم وليمدوا أيديهم إلى أيدينا ويقبلوا بسواعدنا مع سواعدهم فى بناء هذا الوطن حاضره ومستقبله.

وأن يكون كتابا مفتوحا أمام أساتذتنا وآبائنا والمفكرين والباحثين والسائلين والدارسين ليعرفوا كيف نفكر.

وأن يكون سطرا فى كتاب تاريخ جماعة الإخوان الحافل، ووريقات تضاف إلى مواثيقها وأدبياتها.

وأن يكون مرجعا لإخواننا وأخواتنا من شباب هذه الجماعة لترتيب الأفكار ومادة تعينهم على تقديم فكرتهم ومشروعهم الإسلامى بصورته الصحيحة المشرقة المضيئة.

وأن يكون رسالة رمزية لوطننا الحبيب مصر يقدمها قلب شباب نابض يبذل روحه ونفسه عن طيب خاطر فداء لهذا الوطن وثمنا لعزه وكرامته.

---------------------------

[1] حسن البنا من رسالة "إلى الشباب"

لماذا نحن من جماعة الإخوان؟ وكيف ننظر لها؟

لماذا نحن من جماعة الإخوان؟
-------------------------

إيمانا منا بأن الإسلام يحمل فى طياته مشروعا متكاملا، وارتضاء بالعمل الجماعى وسيلة لنشر هذا المشروع، ورغبة فى أن تعم عدالة هذا المشروع وطننا وأن ينهض به، كان لا بد من البحث عن تجمع بشرى لخدمة هذه الفكرة ونشرها، وكان اختيارنا لجماعة الإخوان المسلمين دون غيرها من الجماعات والأحزاب ذات الجهد المشكور فى هذا الميدان لعدة أسباب أهمها:

1- فهمها الشامل للإسلام وأنه منهج حياة وليس مقتصرا على المسجد والعبادات.
2- فهم أدى لعمل فى مختلف المسارات المشروعة لنشر هذا المشروع الدعوى منها والسياسى.
3- عمل يسير فى اطار مؤسسى تحكمه الشورى وتحيطه اللوائح.
4- مؤسسة ارتضت أن يتسم منهج التغيير التى تعمل به بالتدرج والسلم والاقناع والعمق والانطلاق من المجتمع .
5- مستخدمة كل وسيلة حديثة ومبتكرة ولغة العصر لخدمة منهج التغيير الذى ارتضته، متواكبة مع لغة العصر والتطور السريع لآلياته ومفرداته.
6- هادفة للارتقاء بالفرد والأسرة والمجتمع، ونهضة الوطن وتنميته، ونشر فكر سماحة الإسلام وعدالته فى ربوع العالمين .


كيف نرى جماعة الإخوان ؟
-----------------------

ننظر لجماعة الإخوان المسلمين والتى نشرف بالانتماء لها ليس على أنها جماعة المسلمين بل هى جماعة من المسلمين، آمنوا بأن الدين الإسلامى ليس مجرد عبادات وصلوات وركعات تؤدى لرب العباد، ولكنه دين يحمل فى طيات أوامره ونواهيه وعقائده وعباداته ومعاملاته مشروعا حضاريا كاملا متكاملا، يحفظ الفرد ويعلى كرامته، ويعظم الوطن ويبنى نهضته، ويسعى لنشر سماحته وعدالته على ربوع الأرض فى مشارقها ومغاربها.
وارتضوا العمل الجماعى المؤسسى وسيلة لنشر هذا المشروع الإسلامى الحضارى وآلية لنقل أفكاره من سطور وكتب تقرأ إلى واقع حى يلمس وينظر.

جماعة من البشر لا يتنزل عليها وحى ربانى ولا الهام سماوى، ولكنها قراءة انسانية لمصادر التشريع الإسلامى من قرآن وسنة وسيرة وفقه، ثم اجتهادات بشرية من وحى هذه القراءة تصيب وتخطئ، يحرك هذه الاجتهادات عاطفة حية ذكرها المؤسس البنا فى رسالته دعوتنا قائلا " ليعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه النفوس أن تذهب فداء لعزتهم إن كان فيها الفداء، وأن تزهق ثمنًا لمجدهم وكرامتهم ودينهم وآمالهم إن كان فيها الغَنَاء، وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدَّت بقلوبنا، وملكت علينا مشاعرنا، فأقضَّتْ مضاجِعَنا، وأسالت مَدامِعَنا، وإنه لعزيز علينا جَدُّ عَزيزٍ أن نرى ما يحيط بقومنا، ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان أو نستكين لليأس، فنحن نعمل للناس في سبيل الله أكثر مما نعمل لأنفسنا، فنحن لكم لا لغيركم أيها الأحباب، ولن نكون عليكم في يوم من الأيام".

من نحن وماذا نريد؟
-----------------

نحن مجموعة من الشباب يعمل على تربية نفسه ومجتمعه على الأخلاق السامية الكريمة، رغبة فى أن يصنع لوطنه حضارة ونهضة تكون مصدر إلهام للعالم أجمع وتقدم صورة مشرقة للإسلام ورسالته، يحركنا لذلك إيمان عميق بمشروعنا الإسلامى بمفهومه الوسطى الحضارى المدنى، قاصدين بذلك وجه الله وغاية أملنا أن ننال من عملنا هذا رضا الله وجنته.

لماذا هذا الاسم "جماعة الإخوان المسلمين"

قبل الاستطراد فى تفاصيل اختيار هذه الكلمات الثلاثة "جماعة" و" الإخوان" و "المسلمون"

يجب أن نوضح بداية قناعتنا بالتالى:
------------------------------
1- أن من حق اى فرد او مجموعة او حزب أن يتسمى بما يشاء من أسماء مادامت لا تخالف الدستور، ومادامت هذه المسميات لا تصطدم بعادات وتقاليد المجتمع.

2-أن الاسم يكون بمثابة ومضة و أشبه بعنوان المقال أو كنية الشخص ولكنه بالتأكيد ليس كل الشخص أو الكيان وليس كل تفاصيل الموضوع أوالمقال، ولكنه مختصر يشير إلى الهوية او الرسالة أو.. أو ...

وجاء اختيار اسم "جماعة الإخوان المسلمين" للأسباب التالية:
-----------------------------------------------------

أ. "جماعة"
..............
لماذا استخدام هذه اللفظة دون غيرها من ألفاظ كجمعية أو حزب أو نادى، ولعل أفضل ما يجيب على هذا التساؤل هى المفردات التى كتبها مؤسس هذه الجماعة فى توضيح هذا الأمر والتى يقول فيها : "وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك ، إن الإخوان المسلمين :
( 1 ) دعوة سلفية : لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله.
( 2 ) وطريقة سنية : لأنهم يحملون أنفسهم علي العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
( 3 ) وحقيقة صوفية : لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ، ونقاء القلب ، والمواظبة علي العمل ، و الإعراض عن الخلق ، والحب في الله ، والارتباط علي الخير .
( 4 ) وهيئة سياسية : لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج ، وتربية الشعب علي العزة والكرامة والحرص علي قوميته إلي أبعد حد .
( 5 ) وجماعة رياضية : لأنهم يعنون بجسومهم ، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، وأن النبي صلي الله عليه وسلم يقول : (إن لبدنك عليك حقاً) و إن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدي كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي ، فالصلاة والصوم والحج والزكاة لا بد لها من جسم يحتمل أعباء الكسب والعمل والكفاح في طلب الرزق ، ولأنهم تبعاً لذلك يعنون بتشكيلاتهم وفرقهم الرياضية عناية تضارع وربما فاقت كثيراً من الأندية المتخصصة بالرياضة البدنية وحدها .
( 6 ) ورابطة علمية ثقافية : لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة ، ولأن أندية الأخوان هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ومعاهد لتربية الجسم والعقل والروح .
( 7 ) وشركة اقتصادية : لأن الإسلام يعني بتدبير المال و كسبه من وجهه وهو الذي يقول نبيه صلي الله عليه وسلم : (نعم المال الصالح للرجل الصالح) ويقول : (من أمسي كالاً من عمل يده أمسي مغفوراً له) ، (إن الله يحب المؤمن المحترف)
( 8 ) وفكرة اجتماعية : لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلي طرق علاجها وشفاء الأمة منها .
وهكذا نري أن شمول معني الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح ، ووجه نشاط الإخوان إلي كل هذه النواحي ، وهم في الوقت الذي يتجه فيه غيرهم إلي ناحية واحدة دون غيرها يتجهون إليها جميعاً ويعلمون أن الإسلام يطالبهم بها جميعاً"

ب. الإخوان
..............
وتعنى هذه الكلمة أن هذه الجماعة تبنى العلاقة بين أفرادها على الترابط والتعاون والتكامل فى أجمل صوره وليس هناك أفضل من الأخوة، لذا استخدمت لفظة الإخوان للتعبير عن هذه الروح التى تتمناها الجماعة بين أفرادها وتبثها فيهم.

وفى هذا يقول مؤسسها الإمام البنا
أُخــوّة
واذكروا جيداً أيها الإخوان .. أن كل شعبة من شعبكم وحدة متصلة الروح مؤتلفة القلوب ، جمعتها الغاية السامية علي هدف واحد وأمل واحد وألم واحد وجهاد واحد ، وأن هذه الوحدات المؤتلفة يرتبط بعضها ببعض ويتصل بعضها ببعض ويحن بعضها إلى بعض ويقدر بعضها بعضاً ، وتشعر كل أمة منها أنها لا تتم إلا باخوتها ولا تكمل أخوتها إلا بها ، كلبنات البناء المرصوص يشد بعضه بعضاً ، وأنها جميعاً ترتبط بمركزها العام أوثق ارتباط وأسماه وأعلاه ، روحياً وإدارياً وعملياً ومظهرياً ، وتدور حوله كما تدور المجموعة المتماسكة من الكواكب المنيرة حول محورها الجاذب وأصلها الثابت ، لتحقق بذلك قول الله تبارك وتعالي : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10) .
جـ. المسلمون
هى اشارة سريعة لمنطلق هذه الجماعة الذى تدعيه وهو المنطلق الاسلامى، مرورا بأن ضوابطها وقيمها مستقاة من الاسلام، وانتهاء بالهدف الذى تدعى الجماعة أنها تسعى اليه وهو نشر سماحة الاسلام ومبادئه. وأن أفرادها يتم اختيارهم بناء على استعدادهم للبذل لهذا الاسلام والعمل له. ويضيف المفكر القبطى "رفيق حبيب" عن استخدام لفظة "مسلمون" فى اسماء الجماعات التالى : "أنه أثناء وجود الخلافة الاسلامية حقيقة وواقع على الأرض لم تكن الجهات والجماعات لتتسمى بمثل هذه الاسماء وانما أسماء فرعية حسب الاختلافات بينها، أما بعد سقوط الخلافة الاسلامية فقد ظهرت الجماعات بأسماء اسلامية فى محاولة للحفاظ على مفهوم الوحدة الاسلامية وكخطوة لاعادة تلك الخلافة الاسلامية فظهرت جماعة الاخوان المسلمين، والجماعة الاسلامية و......"

و هنا يتكرر تساؤل هل نحن اخوان مسلمين وغيرنا ليسوا "اخوانا" وليسوا " مسلمين"؟
-----------------------------------------------------------------------------

اجابة هذا السؤال وهذه الاشكالية، لا ترتبط فقط باسم جماعة "الإخوان المسلمين" ولكنها قاعدة عامة، فبشكل عام ليس معنى أن يتسمى شخص باسم ، أنه هو الوحيد صاحب هذا الاسم أو صاحب الصفات التى يدل عليها الاسم وأن غيره يكون عكس هذا الاسم أو لا تنطبق عليه صفات الاسم.

فمثلا ... الجبهة الديمقراطية ... لا يعنى فقط ان من ينتسبون إليه ديموقراطيين و غيرهم لا
ومثلا ... النادى المصرى .... لا يعنى أن باقى الأندية والفرق غير مصرية أو أجنبية
ومثلا ... شخص اسمه كريم ... لا يعنى أنه شخص كريم معطاء ومن عاداه هم بخلاء
ومثلا ... فتاة اسمها جميلة ... لا يعنى أنها الوحيدة من بنات حواء جميلة وأن غيرها قبيحات
ومثلا ... الجمعية الشرعية ... ليس معناه انها تعنى بالشريعة وانها شرعية وأن غيرها غير شرعى
وكما أسلفنا انما يتم اختيار الاسم ليكون كعنوان قصير معبر للفكرة والرسالة.

هـ - لماذا تذييل الأعمال باسم الجماعة؟
---------------------------------

شأن جماعة الإخوان المسلمين وأبنائها هو شأن أى صاحب فكرة أو رسالة أو مشروع يتمنى أن يقدم ما لديه فى احسن صورة وأن يروج سلعته فى أجمل حلة، لذا كان مشروعا لكل إنسان ولكل فصيل أن يقدم ما يقدمه لمجتمعه بحب ولهفة أن يذيل هذا العمل باسمه ويضع عليه ختمه وهويته مادام فعلا هو من صنيعه وجهده. لذا فنشرف نحن أبناء هذه الجماعة بأن نضع اسمها على ما نهديه لوطننا وأمتنا من أعمال وفعاليات، وليس مقصودا بهذا التذييل أبدا المن أو الاستعلاء على الوطن أو جهود أبنائه المخلصين، ولا نجد حرجا أن ننحى الاسم واللافتة جانبا فى الأعمال المجمعة التى تجمعنا مع الآخرين مادام فى ذلك الصالح العام والمنفعة الأكبر.

رمز الجماعة "سيفان ومصحف"

المصحف ...
-----------

اشارة للقرآن الكريم كلام الله المنزل على خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأنه الدستور والمنهج الذى تسير عليه جماعة الإخوان المسلمين، وتستقى من بين سوره وآياته فهمها لشمولية الاسلام، " إن القرآن الكريم كتاب جامع جمع الله فيه أصول العقائد و أسس المصالح الاجتماعية , و كليات الشرائع الدنيوية , فيه أوامره وفيه نواهيه" وتأخذ منه ضوابط وقيم وحدود مشروعها الاسلامى الذى أول ما يعنى يعنى بالفرد واصلاحه مرورا بالبيت والمجتمع والحكومة وانتهاء بنشر قيم الاسلام وسماحته وعدالته فى ربوع الأرض.

السيفان ...
----------

استخدم الإخوان السيف بما يحمله من ملامح الأصالة والعزة والاباء كاشارة للقوة الرشيدة التى لا تستخدم إلا بحقها ولا تستخدم إلا فى وقتها، وحقها ووقتها هو الدفاع عن الوطن وأراضيه، فهو إذن سيف وقوة محكومة بتعاليم الإسلام وأحكام القرآن الذى يعلو على السيف.

يقول فى ذلك الأستاذ عمر التلمسانى المرشد الثالث لجماعة الاخوان المسلمين فى كتابه ذكريات لا مذكرات :
".. أنهم يسفهون رأى الامام الشهيد فى ربط المصحف بالسيف رباطا رقيقا دقيقا مع إيمان الإخوان بأن الاسلام دين إقناع وحجة وبرهان إن هذا الظن أو هذا التسفيه لا يمكن أن يصدر من عقل به ذرة من سلامة التفكير . أنظر الى العالم كله فى جميع قاراته ألا ترى أن الدعوة الى السلام قائمة على قدم وساق بالمؤتمرات وأجهزة الاعلام وكتب الداعين الى السلام .
ألا ترى أن إسرائيل نفسها تتباكى طالبة العيش فى سلام داخل حدود آمنة ؟ هل مر بنا يوم لم نقرأ فيه شيئا عن السلام العالمى والرغبة الملحة فى أن يسود الدنيا السلام حتى كدنا نمل من كلمة السلام العالمى التى يستعملها المرشحون لرئاسة دولهم ؟ ثم ماذا نرى بعد هذا ؟ نرى العالم كله يتبارى فى اختراع الأسلحة المهلكة المبيدة للبشرية وتنفق فى سبيل اختراع وسائل الدمار ألوف الألوف من الملايين ثم تدعى كل أمة بعد ذلك أنها أمة السلام والأمان والهدوء والاطمئنان، لماذا كل هذا؟، أليس للدفاع عن الحرية المزعومه والسلام المنشود. إن الورد يحتاج الى شوك يحميه والاسلام دين السلام والدعوة اليه لا تكون إلا بالاقناع والدليل { أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن } . ولم يقبل رسول الله صلى ا لله عليه وسلم إلا هذا فى بدء الرسالة رغم ما أنزله المشركون بالمسلمين من تشريد وتعذيب وقتل .

.. وهكذا كان الامام الشهيد أسوة حسنة برسول الله صلى الله عليه وسلم . إذ رأى محقا أن الحق لا بد أن تكون له قوة تدافع عنه وتحميه تنفيذا لقوله تبارك وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم } ولعله لم يفتك فى مقام الاعداد أنه كان للإرهاب لا للقتال ولا للاعتداء ولا للاستعمار والاستعباد .

هكذا فعل الامام الشهيد إذ كانت مصر محتلة واليهود يطأون أرض فلسطين فأراد أن يلفت نظر المسلمين الى أن الاسلام الضعيف الواهى المتخاذل يكون نهبة لكل ناهب ومطمعا حتى لشذاذ الآفاق ومن لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه . حقيقة أراد الامام الشهيد أن يقيمها أمام أنظار المسلمين يوم أن وضع المصحف بين سيفين إن هذا الشعار الذى لا يرضى أعداء الاسلام لا يزال ألزم لنا من أى وقت مضى .
لهذا وضع الامام الشهيد العقيدة بين شفرتى السيفين حتى يظل المسلمون ذاكرين لكل بلادهم السليبة المنهوبه وسيظل هذا الشعار الاخوان المسلمين الى أن تحرر كل أرض إسلامية من احتلال عسكرى أو سياسى أو إقتصادى أو فكرى وسيظلون يعدون أنفسهم لتحقيق قوله تبارك وتعالى : { وجاهدوا فى الله حق جهاده } . "

شعار الجماعة

الله غايتنا ..
----------

فالغاية من كل عمل وحركة يقدم عليها كل أخ من الإخوان المسلمين إنما يقصد بها التوجه إلى الله عز وجلا أملا فى نيل ثوابه ورضاه. وهو ما ينفى أن يخالط العمل غاية اخرى من مكاسب أو مناصب.

وفى ذلك يقول الإمام البنا مخاطبا الإخوان : " واذكروا جيداً أيها الإخوان أنه ما من رجل يرجو بمناصرة هذه الدعوة والعمل تحت رايتها غاية من غايات الدنيا أو عرضاً من أعراضها ، وأنكم تبذلون من ذات أنفسكم وذات يدكم ، لا تعتمدون إلا علي الله ، ولا تستمدون المعونة والتأييد إلا منه ، ولا ترجون إلا ثوابه ولا تبتغون إلا وجهه , (وَكَفَى بِاللهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللهِ نَصِيراً) (النساء:45) .

الرسول قدوتنا ...
----------------

فالرسول الكريم صلي الله عليه وسلم وسيرته العطرة قدوة لكل مسلم بل لكل إنسان ينشد المثل والقيم فى حياته، يقرأ فى صفحات سيرته كيف يكون أبا وزوجا كيف يكون قائدا وداعيا، كيف يكون عاملا ومتعبدا، وكيف يتعامل كمسلم مع مختلف امور الحياة، بمعنى آخر كيف يكون فى حياته اسلاما وقرآنا يمشى على قدمين كما كان الرسول الكريم كما تقول السيدة عائشة عنه صلى الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن"، وهذا الاتباع والاقتداء انما هو طاعة لأوامر الله عز وجل : "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"

القرآن دستورنا ..
---------------

فيه إشارة للمنبع الصافى والمنهج الوافى الذى يحمله القرآن الكريم بما يحويه من ضوابط وقواعد واوامر ونواهى واحكام ترسم حدود تعاملات المسلم وتسطر له دستورا ونبراسا لحياته.

الجهاد سبيلنا ..
-------------

يخطئ من يظن كلمة الجهاد إنما تعود فقط على ذلك المعنى الشائع بأنه جهاد القتال، رغم أن هذه اللفظة "الجهاد" تشير لغة إلى بذل ومضاعفة الجهد، واصطلاحا قد ذكرها القرآن الكريم فى أكثر من موضع بمعانى مختلفة غير القتال، وكان اذا تطرق للجهاد بالمفهوم الذى يظنه الناس المعنى الوحيد للجهاد كان يقدم جهاد المال وانفاقه على التضحية بالنفس والقتال، يقول المولى عز وجل
" إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ…." الأنفال /72
فللجهاد أشكال متعددة كما يفهمه الإخوان المسلمون وكما وضحه الإمام البنا فى رسائله، ومنها:
أن الجهاد عاطفة حيه قويه تفيض حناناً إلى عز الإسلام ومجده، ومن الجهاد في سبيل الله أن يكون المرؤ مهموما بحال المسلمين وأن يحمله هذا الهم على التفكير والعمل لاصلاح حال الأمة، ومن الجهاد النزول عن بعض الوقت وبعض المال وبعض مطالب النفس لخير الإسلام،
ومن الجهاد الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والنصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن الجهاد أن يكون الإنسان جندياً لله يقف له نفسه وماله لا يبقي علي ذلك من شئ، ومن الجهاد في سبيل الله العمل على إقامة ميزان العدل وإصلاح شئون الخلق وانصاف المظلوم والضرب علي يد الظالم مهما كان مركزه وسلطانه .
ومن الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى ان لم يوفق إلى شئ من ذلك كله أن يحب المجاهدين من كل قلبه وينصح لهم.

الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا ..
-------------------------------

وهى اشارة لبذل الغالى والعزيز والثمين والنفيس فى سبيل الغاية والهدف الذى نسعى إليه، وليس أعز على مرء من التضحية بالنفس فإن هانت فى سبيل دعوته وفكرته، هان ما دونها. بل إن الأمر لدى الإخوان المسلمين قد فاق الهوان ليكون أمنية غالية، بل وأسمى الأمانى على الاطلاق، مادام الموت فى سبيل الله يمهد الطريق لعز هذا الدين ورفعة هذا الوطن واعلاء رايته. غاية وأمنية لا تعنى أبدا اهمال الحياة واعمار الأرض بل ان شئت فهى فى حقيقتها انماء وازكاء للحياة وتشييد واعمار للأرض حين تكون سببا فى أن ينتشر فى ربوعها سماحة الإسلام وقيم الحرية .

السمع والطاعة

هو أحد مفردات العمل الإسلامى والذى يمكن أن نعتبره بمصطلحات العمل السياسى "الالتزام الحزبى"، بحيث يطيع الفرد قرار الجماعة وينفذه مادام قد اتُخذ بشكل شورى مؤسسى ولا يخالف الشرع أو يتعارض مع منهج الجماعة وثوابتها، طاعة مبصرة بالمناقشة وطرح الآراء المخالفة بمنتهى القوة والوضوح، ثم يكون بعدها الالتزام بما يتفق عليه المجموع عبر آليات اتخاذ القرار.

طاعة والتزام حتى وإن خالف القرار المتخذ رؤية الشخص نفسه وقناعته فهذه إحدى ضرائب العمل الجماعى فى أى تجمع بشرى، ولا يعنى ذلك أن يغير الشخص أفكاره إلا بالقدر الذى يقتنع به من مسوغات الآراء الأخرى، بل يبقى رأيه لنفسه ولا مانع من أن يطرحه باسمه دون أن ينسبه للجماعة ودون أن يؤثر ذلك على همته فى تنفيذ وانجاح ما اتفق عليه المجموع.