Tuesday, April 12, 2011

مقدمة

"الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها" [1] ، لذا كان مشروعا دوما للمهتمين والمتخصصين أن يتسائلوا ويبحثوا كيف يفكر الشباب فى جماعة ضخمة مؤثرة فاعلة كجماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن هذا التساؤل والبحث فقط من قبيل استشراف مستقبل الجماعة عبر قراءة أفكار شبابها اليوم قادتها فى الغد القريب، ولكن أيضا كان هذا الاهتمام بفكر الشباب لأنهم مرآة حقيقية لا تجيد التجمل لأفكار هذه الجماعة بنفوسهم النقية وعواطفهم الجياشة القوية.

ولما كانت قدرات ومهارات الشباب دوما مختلفة ففى الوقت الذى يستطيع البعض فيه التعبير عن أفكاره بكلمات واضحة وعبارات مرسلة يعجز البعض عن أن يستخدم من الكلمات ما يناسب المقال والمقام، والوقت الذى قد يتاح لبعضهم لطرح فكرته ورأيه قد لا يتاح للآخرين، مما دفعنا لنقدم هذا الاصدار ليكون نافذة على فكر جماعة الإخوان المسلمين بمشروعها الإسلامى الحضارى الوسطى عبر عرض أفكار شبابها ومواقفهم ورؤاهم للقضايا المختلفة، تلك الأفكار التى تشربوها فى أحضان جماعتهم وفى جلسات أسرهم ومارسوها فى لقاءاتهم وأعمالهم.

اصدار سنحاول فيه أن نطرح كل ما يمكن أن يتم التساؤل والبحث عنه فى ضمير ونفوس شباب الجماعة، نقدم الإجابات والمواقف بأمانة كما نعيشها ونؤمن بها حتى وإن كانت تختلف مع الآخرين فلقد تعلمنا من ديننا وجماعتنا أن اختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية وأن علينا أن نتقبل وجود الآخر واختلافه معنا فى الرأى والفكر والممارسة بل والعقيدة، كما تعلمنا أن نعرض أفكارنا دون تلون أو مداهنة بكل أدب وصدر رحب لسماع النقد والنصيحة والتوجيه، ما دامت هناك غاية واحدة تجمعنا مع مخالفينا تلتقى فى حب الوطن والسعى لرفعته وعزته.

نقدم هذه الإجابات فى صورة برقيات سريعة وكلمات مختصرة ومعبرة مصحوبة ما أمكن بأدلة عملية وممارسات واقعية تثبت الفكرة وتدعمها. ونستسمح من يقرأ هذا الاصدار أن لا يقرأه على انه وثيقة سياسية، فهو فى حقيقته ليس كذلك بل هى سطور تعبر عن حقيقة فهمنا وأفكارنا بكل وضوح وكما نعيشها ونتنفسها، لذا قد يغلب فى حين عليها الطابع الأدبى العاطفى، وفى أحايين اخرى قد يغلفها الأسلوب العلمى والأرقام والاحصاءات، فى حين قد نستخدم الفتاوى والشواهد القرآنية والحديث وفى اماكن اخرى قد نستدل بالمواقف والأقوال والتاريخ.

ولايعنى تقديم هذه الوريقات أن شباب الإخوان إنما يتم قولبتهم على نمط واحد، ويتم جبرهم على فكر محدد، ولكن بداهة هناك لأى تجمع بشرى مساحة واسعة من الاتفاق ارتضوها واجتمعوا عليها تلتقى فى الثوابت والاساسيات والهم والحلم الواحد، وتجاورها مساحات أخرى من الاختلاف فى الفروع والتفصيلات، ويقدم هذا الاصدار المساحة المشتركة من تلك الأفكار والقضايا وتبقى لأفرادها خصوصية الفكر فيما عداها من تفصيلات.

آملين أن تكون هذه الأفكار
----------------------

هدية مقبولة من شباب الإخوان للزملاء والأصدقاء من أقرانهم فى ذات العمر ليعرفوا كيف نفكر وبماذا نحلم وليمدوا أيديهم إلى أيدينا ويقبلوا بسواعدنا مع سواعدهم فى بناء هذا الوطن حاضره ومستقبله.

وأن يكون كتابا مفتوحا أمام أساتذتنا وآبائنا والمفكرين والباحثين والسائلين والدارسين ليعرفوا كيف نفكر.

وأن يكون سطرا فى كتاب تاريخ جماعة الإخوان الحافل، ووريقات تضاف إلى مواثيقها وأدبياتها.

وأن يكون مرجعا لإخواننا وأخواتنا من شباب هذه الجماعة لترتيب الأفكار ومادة تعينهم على تقديم فكرتهم ومشروعهم الإسلامى بصورته الصحيحة المشرقة المضيئة.

وأن يكون رسالة رمزية لوطننا الحبيب مصر يقدمها قلب شباب نابض يبذل روحه ونفسه عن طيب خاطر فداء لهذا الوطن وثمنا لعزه وكرامته.

---------------------------

[1] حسن البنا من رسالة "إلى الشباب"

No comments:

Post a Comment