Tuesday, April 12, 2011

مكتب الارشاد وعلاقته بشباب الإخوان

ينظر البعض إلى العلاقة بين شباب وطلاب الإخوان من ناحية ومكتب الإرشاد وقيادات الجامعة من ناحية اخرى على أنها واحدة من اثنين إما علاقة استغلال لعاطفة الشباب أو ادارة وتحكم كامل فى نشاطهم وفكرهم، وفيما يلى نجيب على هاتين النقطتين :

1- الظن باستغلال مكتب الارشاد لعاطفة الشباب !
------------------------------------------

يتهم البعض جماعة الإخوان المسلمين بأن لها أجندة خفية نفعية شخصية موجودة فى مكتب ارشاد الجماعة وهو أعلى مكتب إدارى فى الجماعة، وتستغل الجماعة حماسة الشباب واخلاصهم وصدقهم لتحركهم نحو مطامع وأهداف نفعية شخصية.
ولما كنا نحن الشباب طرفا فى هذه المعادلة فينبغى أن نوضح التالى:

1- أننا حينما اتبعنا جماعة الإخوان المسلمين لم يكن محركنا فقط الحب والعاطفة وان كانا موجدين لا ننكرهما، ولكن مع العاطفة هناك قناعة عقلية بمنهج الجماعة وفكرها وأهدافها، وظن بأنها الأفضل على الساحة لندعمها ونشرف بالانتماء لها. وما أحببناها وما اتبعنها إلا ابتغاء رضوان الله وعندنا من الشجاعة بل وعند كل ابن من ابناء الجماعة –كما نظنهم ونحسبهم- القدرة على أن يقوموها اذا انحرفت أهدافها لمجد شخصى أو لعرض زائل مادى غير التمكين لدين الله وعز الأوطان ونشر العدالة والرحمة والقيم السامية والحرية.

2- اختيار الفرد ليكون من الاخوان المسلمين يكون قائما على توافر مجموعة من الصفات والقيم الأساسية لديه، ليكون فردا مسلما نموذجا وقدوة. ولم نسمع أن الاختيار يكون بناء على الكفاءات دون الاهتمام بالاخلاق، فضلا عن الاهتمام المستمر بأفراد الجماعة وتنمية الناحية الخلقية والإيمانية لديهم.
فلو كانت فعلا هذه الجماعة تبتغى الدنيا لكان أولى بها أن تبحث عن شباب لديهم كفاءات ومهارات تحقق تلك المآرب. لا تبحث عن شباب مسلم وتنمى فيه الخلق والتعامل الإسلامى، ليكون بعد وقت قريب حجرا أمام تحقيق القيادات لمصالحهم الدنيوية.

3- بل دعونا نعود لقادة الجماعة الذين يريدون الحياة الدنيا بسلطاتها وكراسيها ومناصبها وزخرفها، كيف ذلك وهم يحرقون سنين عمرهم فى تلك المعتقلات، سنوات الشباب والنضارة والحياة فى غرف ضيقة مظلمة لسنوات وسنوات، حتى يشب أبناؤهم وهم بعد فى سجونهم ومعتقلاتهم. اتدرون ماذا يعنى الحبس لمدة خمس سنوات وعشرة وعشرين سنة ، أخبرونا عن اسم من قيادات الجماعة لم يطاله السجن أو التضييق او المنع من السفر أو مصادرة الأموال، أى عقل ذلك الذى يقول أن هؤلاء يريدون الدنيا. بل ربما يقول قائل ان هؤلاء القادة يفكرون بمنطق "قليلا من أيام السجن ثم بعدها اكون زعيما او عظيما" ربما تكون حسبة مقبولة عند البعض، ولكن ما رأيكم فى أن تقدم الروح والحياة لتنال الدنيا !!! أى دنيا تلك التى سيريدها بدفع الثمن حياتهم؟؟
ألم يقضى الامام البنا شهيدا وهو بعد فى اوئل الاربعين من عمره!!!
ألم يعلق الشهيد سيد قطب على حبال المشانق وتطلب منه كلمة ليخفف الاعدام عنه فلا يقولها!!!
ألم يقضى العشرات من الاخوان شهداء وهم بين أيدى جلاديهم؟؟؟
ألم يصدر حكم باعدام المرشد السابق محمد مهدى عاكف؟؟
يقول البعض أن هذا هو الجيل السابق الذى كان يقدم باخلاص ولكن الموجودون حاليا يريدون الدنيا !!
فأين دماء أكرم الزهيرى أحدد قيادات الاخوان وقد قضى نحبه وهو فى المعتقل منذ سنتين ؟!
وأين دماء مسعد قطب الذى قضى نحبه فى معتقلات أمن الدولة ؟!
وأين دماء طارق الغنام الذى قضى شهيدا فى مظاهرات المطالبة بالاصلاح السياسى كخطوة لتحقيق عز الدين ورفعة الوطن؟!

2- الاتهام بأن طلاب الإخوان يدارون بالموبايل !
-----------------------------------------
يظن البعض أن طلاب الإخوان إنما هم قطع شطرنج تحركها جماعة الإخوان بالموبايل لتحقيق مصالح فئوية ومنافع خاصة بها، وحقيقة الأمر غير ذلك فلطلاب الإخوان رؤاهم وتحركهم الذاتي والمتوافق مع طبيعة مرحلتهم السنية وخصوصية مجتمعهم الجامعى واهتمامات واحتياجات زملائهم الطلاب، والتى ولا شك قد تتقاطع مع الجماعة الأم ومع كل القوى الوطنية فى العديد من القضايا والهموم، والنقاط التالية للتدليل العملى على هذا الأمر :

1- مع الاعلان عن الاضراب العام يوم 6 ابريل ارتأت جماعة الإخوان أن لا تشارك بشكل رسمى فى إضراب 6 أبريل، إلا أن طلاب الاخوان ارتأوا المشاركة في الاضراب داخل الجامعات، لذا كان قرار الجماعة الأخير هو المشاركة فى الإضراب عبر طلابها فى الجامعات.

2- أن طبيعة القضايا التى يتناولها طلاب الإخوان فى جامعاتهم وكذلك الوسائل المستخدمة إنما تتناسب مع طبيعة مرحلة الشباب واحتياجات هذه المرحلة الفكرية والعاطفية، ومثال على ذلك تبنى طلاب الإخوان للعديد من الحملات التي تتبني قضايا شبابية طلابية تمس احتياجات الطالب الجامعي.

3- حتى فكرة الاتحاد الحر ذاتها والتى أقامت الدنيا عام 2005، نشأت أول ما نشأت كفكرة فى كلية ثم عقبها بعد ذلك مخاض الفكرة فى بعض جامعات دون غيرها، وليكتمل الميلاد عام 2006-2007 فى أغلب الجامعات تتويجا بالاتحاد الحر العام لطلاب مصر، إذا فالفكرة بدأت متدرجة لدى بعض الطلاب ثم احتضنها طلاب الإخوان لتقدم نموذجا ابداعيا فى التعامل مع التضييقات والانتهاكات فى الانتخابات الطلابية .

4- وينبغى أن لا يغيب عن أذهاننا أن الحركة الطلابية المصرية منذ فجرها الأول وهى متحركة نابضة ناطقة بحال المجتمع وقضاياه. ناطقة متألمة بآلامه كما هى نابضة حالمة بأحلامه.
من1934 وتحركها لتغيير الدستور إلى عام 1946 والمطالبة برحيل الاحتلال عن مصر. ومرورا بعام 1968 واعتراضها على النكسة إلى 1973 وشحذها للهمم والشارع للاستعداد لحرب التحرير حرب النصر. انتهاء بأجيال السبعينات والثمانينات، حركة طلابية حرة وطنية مخلصة لا تتحرك لمطامع البعض أو أهوائهم.

5- جماعة الإخوان تدرك جيدا أن شباب اليوم هم قادة الغد، ولذا بالتأكيد لن تحرك الطلاب المنتسبين لها "بالموبايل" وهى تعلم أنه لصنع قادة حقيقيين فلا بد أن تصقلهم التجارب وميدان العمل. وأن يأخذوا قرارهم بأنفسهم وأن يخطئوا فيروا نتيجة خطئهم وأن يصيبوا فيروا ثمرة جهدهم.
وأن هذا الطريق هو الطريق الوحيد المضمون لاخراج جيل يعتمد عليه، و يبنى على أكتافه الوطن، وتجد مصر من بينه الرجال القادرين على حمل المسئولية وتولى التبعة الثقيلة لتصحيح واصلاح كل ما تم افساده فى مصر.

6- وأخيرا لا يعنى كل ما سبق انعدام التنسيق بين طلاب الإخوان المسلمين فى بعض الجامعات مع بعضهم البعض لشأن تبنى قضية واحدة فى بعض الأوقات لأهميتها ولاحداث زخم حقيقى حولها ولانضاج نتائجها وأثرها كما حدث فى عام 2005 وتبنى كل طلاب الإخوان لحملة "معا للاصلاح جامعة حرة وطن حر" لتواكب الانفتاح السياسى الحادث فى تلك الفترة. وإذا كان طلاب الإخوان لديهم من القدرة أن ينسقوا مع عموم التيارات الطلابية الناشطة المختلفة معهم فكريا فبديهى أن تكون قنوات اتصالهم ببعضهم البعض مفتوحة للتنسيق فيما يفيد الحياة الطلابية والتواصل لتبادل الخبرات والتجارب.

No comments:

Post a Comment