Tuesday, April 12, 2011

المرأة فى تصورنا

عُنى الإسلام بالمرأة عناية خاصة، وقام بتحريرها سابقا فى عصوره الأولى من النظرة التى كانت تنظر إليها، على أنها شيئ ومتاع يتم توارثه كما تورث الدور والأشياء. ولا سيما نظرة الجاهلية للمرأة على أنها عار يجب وئده فور ولادته، ويكفى أن نذكر هنا هذه الآيات لترسم شكل وملامح نظرة المجتمع للمرأة فى ذلك الوقت، يقول الله عز وجل فى سورة النحل: " وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ {59}" .
ولكن الإسلام أعاد للمراة مكانتها كإنسان يتساوى مع الرجل فى التكليف والجزاء، يرفع من قدرها ويحفظها ويصونها، يجعل لها ذمتها المالية الخاصة بها، وإرادتها الحرة فى قبول ورفض الزوج المتقدم لها، وغيرها من الأمور التى فردت لها كتب وأبحاث طويلة.

ولازال حتى الآن يدافع الإسلام عن المرأة ويحررها، ولكن فى العصر الحديث يحررها من استعباد بشكل جديد، استعباد يريد أن يجعل من المرأة أسيرة فى جمالها وأسيرة مفاتنها، يريد ان يجعل منها لعبة فى يد تجار الشهوات، فيصبح جسدها تجارة فى الإعلانات وتجارة من أجل ترويج الأفلام والسلع، ويجعل منها سلعة رخيصة وينزلها من عرشها ومكانتها ليستمتع بها القاصى والدانى والعزيز والحقير. فى حين أن الإسلام أرادها درة مصونة ولؤلؤة مكنونة، وجعل لها مكانتها الكريمة العزيزة.

وليس المقام هنا مناسبا لتفصيل أسباب ظن البعض وجود اشكاليات للمرأة فى ظل المشروع الإسلامى والتى قد ترجع إلى خطأ البعض فى فهم موقف الإسلام من المرأة، او إلى مشاكل فى التطبيق، أو إلى دور العادات والتقاليد.

ولكنا سنتوقف عند بعض الأمثلة التى تؤكد اهتمام وايمان جماعة الإخوان المسلمين بالمرأة وبدورها:

1- اهتمام جماعة الإخوان المسلمين المبكر بالدور الدعوى والسياسى والمجتمعى للمرأة، لذا تم انشاء قسم خاص للاخوات المسلمات عام 1932 اى بعد تأسيس جماعة الإخوان المسلمين بأربعة أعوام.

2- الدور التاريخى والقيادى المهم الذى لعبته السيدة "زينب الغزالى" فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وتاريخ مصر السياسى.

3- ترشيح جماعة الإخوان المسلمين لمرشحات فى مجالس الشعب فى دورة 2000 ودورة 2005 وتشير بعض المصادر القضائية لفوز مرشحات الإخوان المسلمين فى تلك الانتخابات لولا التدخلات الأمنية السافرة فى العمليات الانتخابية، واخيرا دورة 2010 والتي يشارك فيها الاخوان ايضا بترشيح العديد من المرشحات.

بناء على كل ما سبق يؤمن الإخوان المسلمين بالتالى:
----------------------------------------------

1- أن للمرأة دور كبير فى نهضة الأمم وتنشئة الأجيال، فهى نصف المجتمع بعددها وتمثل نصف المجتمع الآخر بتربيتها له.

2- أن لها أن تستفيد من كل حقوقها المدنية والسياسية، مثل الترشح للانتخابات والتصويت واختيار من يمثلها.

3- بحاجة المجتمع لدور المرأة المجتمعى والمهنى، مع مراعاة كل الضوابط التى تحفظ لها كرامتها وتصون عزتها فى أثناء خروجها للعمل وتأديتها له. ويتناسب مع فطرتها التى خلقها الله عليها.

4-أن للمرأة الحق فى أن تتقلد أى منصب وفق معيار القدرة والكفاءة.


وهنا يتبقى استفسار عن رؤية الاخوان للمرأة كرئيس
----------------------------------------------

وبعيدا عن ملابسات الاجابة على هذا السؤال الفقهية والسياسية، وهل هو سؤال افتراضى تخيلى جدلى فلسفى أم هو سؤال حقيقى عملى واقعى، فإننا نؤمن أن دور المرأة ومكانتها لا ينقصه أن تكون رئيسة، وحق لها فى إطار دولة المؤسسات أن ترشح نفسها ويبقى للشعب حرية اختيار من يراه مناسبا لهذه المهمة، ونحن نؤكد أن هناك كثيرا من النساء أفضل وأشرف من كثير من الرجال عامة ومن الرؤساء والمسئولين الذين يفرضون على الشعوب دون اختيار حقيقى لهم.


وفى مجال العمل الطلابى نسعى دوما لتكون للطالبات مكانة واسعة من المشاركة والعمل والتدريب ومن الأمثلة على ذلك:
---------------------

1- اختيار طالبة من الإخوان لمنصب نائب رئيس الاتحاد الحر فى بعض الجامعات وتقلّد طالبات أخريات مناصب تنفيذية فى الاتحاد الحر.

2- طالبة من طالبات الاخوان المسلمين هى من ألقت كلمة طلاب الإخوان المسلمين فى الندوة الطلابية لمؤتمر القاهرة الخامس بنقابة الصحفيين وكانت الممثل لطلاب الإخوان على المنصة الرئيسية .

3- مشاركة طالبات الإخوان الفاعلة فى النشاطات والمؤتمرات والحملات التى يتم تبنيها فى الجامعات، بالاضافة للفعاليات والحملات الخاصة بهنّ .

No comments:

Post a Comment