Tuesday, April 12, 2011

الوطن والانتماء لمصر

غريب أن يتبادر لأذهان البعض سؤال عن حب الإخوان لوطنهم مصر وانتمائهم لها، وهل يسهر الإخوان الليالى ويصلون الليل بالنهار إلا حبا لهذا البلد مصر؟!، وهل تنتهك حرمات بيوتهم ويروع أبناؤهم وتصادر أموالهم إلا حبا لهذا البلد الحبيب مصر؟!، وهل يبيتون مشردين خوفا من اعتقال وينام أكثرهم ليله وهو لا يعلم هل سيستيقظ كما يستيقظ الأناس فى بيوتهم آمنين أو سيستيقظ على اقتحامات زوار الفجر إلا حبا لهذا البلد مصر؟!!

نحن ككل أبناء هذا البلد إن لم نكن فى مقدمة صفوفهم نحب هذا البلد ونعشق ترابه، نتمنى رفعته وننشد تقدمه وحضارته، نفرح لأفراحه ونغتم ونبكى وتحرق قلوبنا كمدا وألما لاحزانه وانكساراته، تصفق قلوبنا قبل أيدنا حينما نشهد إنجازات أبنائه ويسيل الدمع رقراقا حينما تفوته الفرص وتمر به الأيام ولا زال فى مكانه.

ولسنا ندعى بحبنا لوطننا أننا نفعل ما لايفعله الآخرون، فحب الأوطان أمر فطرى يجرى فى الدماء، ولنا ابتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل حين أُخرج من مكة فقال :" والله إنك لأحب بلاد الله إلىّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت" ومرورا بالصحابة الكرام وموافقهم وانتهاء بكلمات الإمام البنا حين تكلم عن الوطنية فقال : " إن كان دعاة الوطنية يريدون بها حب هذه الأرض، وألفتها والحنين إليها والانعطاف حولها، فذلك أمر مركوز في فطر النفوس من جهة، مأمور به في الإسلام من جهة أخرى، وإن بلالا الذي ضحى بكل شيء في سبيل عقيدته، ودينه هو بلال الذي كان يهتف في دار الهجرة بالحنين إلى مكة في أبيات تسيل رقة وتقطر حلاوة:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذ خر وجليـل
وهل أردن يوما مياه مجـنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
ولقد سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم وصف مكة من أصيل فجرى دمعه حنينا إليها وقال: (يا أصيل دع القلوب تقر).

وإن كانوا يريدون أن من الواجب العمل بكل جهد في تحرير الوطن من الغاصبين وتوفير استقلاله، وغرس مبادئ العزة والحرية في نفوس أبنائه، فنحن معهم في ذلك أيضا وقد شدد الإسلام في ذلك أبلغ التشديد، فقال تبارك وتعالى: (وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) (المنافقون:8) ، ويقول: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) (النساء:141) .

وإن كانوا يريدون بالوطنية تقوية الرابطة بين أفراد القطر الواحد، وإرشادهم إلى طريق استخدام هذه التقوية في مصالحهم، فذلك نوافقهم فيه أيضا ويراه الإسلام فريضة لازمة، فيقول نبيه صلى الله عليه وسلم : (وكونوا عباد الله إخوانا) , ويقول القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) (آل عمران:118) . .. "

وكان طلاب الإخوان دوما مثالا واضحا جليا لمكانة هذا الحس الوطنى فى أفكار جماعة الإخوان المسلمين، سواء تم من التاريخ استدعاء صور شهداء طلاب الإخوان مع أقرانهم حينما كانوا ينادون بالتحرر من كآبة الاحتلال الجاثم على صدر الوطن، أو تم من الحاضر متابعة الحملات والقيم التى يدعو لها الطلاب فى جامعاتهم وكان من بينها فقط فى الأعوام الخمسة الأخيرة حملة "معا للإصلاح جامعة حرة .. وطن حر" للمناداة بالاصلاح السياسى وحملة " قوم يا مصرى" للتذكرة بتاريخ الشعب المصرى والعمل على استنهاض هذه المشاعر من جديد وحملة "نرفض" لرفض التعديلات الدستورية عام 2007 التى شوهت الدستور.

No comments:

Post a Comment