Tuesday, April 12, 2011

رؤيتنا للنقد الخارجى وكيفية التعامل معه

نتناول هذا الموضوع من خلال 3 نقاط كما يلى:

1- لماذا تثار انتقادات واشكاليات حول المشروع الإسلامى.
2- منطلقات الانتقادات ونماذج منها .
3- كيفية التعامل مع تلك الانتقادات .

لماذا تثار انتقادات واشكاليات حول المشروع الإسلامى؟؟
------------------------------------------------

ترجع هذه الانتقادات والشبهات والإشكاليات لتداخل مجموعة من العوامل بنسب مختلفة من شخص لآخر. وتتلخص أهم تلك العوامل فى التالى:
1- التعميم، وهو أحد مشاكل التقييم سواء للأفراد أو الجماعات. وهو تعميم رؤية معينة على الجميع حتى وإن كان هناك اختلافات كبيرة بين النظائر التى يطلق عليها هذا الحكم التعميمى، فيتم مثلا وضع الإسلاميين ككل فى سلة، ويتم تعميم أخطاء وتجارب بعض النماذج الإسلامية على كل الحركات الإسلامية دون تفريق بين متشدد ووسطى وبين هذه التجربة وتلك.

2- أزمة اصطلاحات، نتيجة لاختلاف المرجعيات، فقد يتم استخدام مترادفات لذات المعنى وذات المضمون ولكن لا يتم فهمها على حقيقتها لاختلاف المصطلح والعبارة الدالة المستخدمة.

3- الانطباع السلبى المسبق لدى البعض عن المشروع الإسلامى، وكما يقال الانطباعات الأولى تدوم، فحتى برغم أن الواقع يكون مغايرا للانطباع الأول إلا أنه لا يسهل تغييره.

4- أخطاء قد يقع فيها بعض أفراد المشروع الإسلامى، وهذا أمر طبيعى كونهم بشر لم يدعوا لأنفسهم يوما عصمة .

5- أخطاء تكتيكية قد تقع فيها جماعة الإخوان شأنهم فى ذلك شأن أصحاب أى مشروع يبنون قرارهم وفق معلومات متوفرة ورؤية مستقبلية، ولذا قد تكون هذه القرارات والخطوات غير موفقة إما نتيجة عدم توفر المعلومات الكافية لاتخاذ القرار أو عدم توقع السيناريوهات المتوقعة بشكل جيد أو لأى سبب كان.فأصحاب المشروع الإسلامى إنما هم أصحاب اجتهاد يوفقون ويخطئون.

6- تضييق المسارات الشرعية أمام جماعة الإخوان ، مما لا يتيح لها القدر المناسب لتطبيق أدبياتها واعطاء الصورة المناسبة عن نفسها واجابة تساؤلات الآخرين عنها بالممارسات العملية.

7- الحملة الضخمة على المشروع الإسلامى سواء محليا او عالميا. مما يؤدى لرسم صورة ذهنية سلبية عن المشروع الإسلامى حتى وإن كانت هذه الصورة فى العقل الباطن لدى المشاهد والمتلقى.

منطلقات الانتقادات ونماذج منها:
----------------------------

ويمكن تقسيم تلك الانتقادات والقضايا التى دوما ما تثار سواء كان ذلك نقد محلى أو نقد خارجى بحسب منطلقاتها إلى :

1- اشكاليات فكرية، حول موقف الجماعة من بعض القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. مثل موقف الجماعة من المرأة والفن ومفهوم الدولة والموقف من الأحزاب و.. و..

2- اشكاليات تنظيمية اجرائية، تتعلق بكيان الجماعة وادارتها ومواقفها وتكتيكاتها واستراتيجياتها. مثل مواقف الجماعة السياسية وتصريحاتها ومفهوم السمع والطاعة ومصادر التمويل والموقف من استخدام العنف كوسيلة و..و..

3- قضايا واشكاليات افتراضية، لم تحدث على أرض الواقع ولكن يثيرها ويتخيلها المتابعون والإعلام فى هيئة اجابات لسؤال "ماذا لو كان الإخوان فى دائرة الحكم؟" مثل الحديث عن مستقبل الأقباط والتعددية السياسية ومساحات الحريات العامة والخاصة و.. و...

وبرغم أن العديد من تلك الانتقادات و القضايا تتناولها الجماعة أكثر من مرة بالرد والتوضيح والتبيان عبر بيانات وتصريحات إعلامية واصدارات مكتوبة. بل وتجاوز الأمر فى بعضها مرحلة التصريحات إلى مراحل التنفيذ. إلا أنها تبقى موجودة وطافية على السطح تكرر هنا وتعلن هناك.

كيفية التعامل مع تلك الانتقادات
---------------------------
يمكن تقسيم النقد المقدم إلى قسم من أربعة:

1- نقد مصيب فيما ذهب إليه:
..................................
فى هذه الحالة علينا الاستماع له، إن كان قد صح منا التجرد لله عز وجل وخلصت النيات وقدمنا الصالح العام ومصلحة الوطن، فلا يضيرنا أن نعترف بخطأنا أو صواب ما أُقترح، ومن ثم لا نجد أى حرجا فى أن نتبعه.

2- نقد يمثل وجهة نظر خلافية فى أمور تقبل أكثر من وجه :
........................................................................
فى هذه الحالة ينبغى أن تطرح الامور المتناظرة وحيثيات كل رأى منها وحجته ووجاهته وأسبابه، وتقابل الحجج بالحجج والأدلة بالأدلة، ولا ضير بعدها أن نتخذ مع جماعتنا من هذه النظائر ما نراه أنسب لفهمنا وحالنا، ويكون ذلك انعكاسا للرأى العام السائد بين أبناء الحركة واقتناعهم، ويصاحب ذلك بالضرورة تربية لأبناء الجماعة على ثقافة الاختلاف وتقبل وجود آراء أخرى مختلفة.

3- نقد مغلوط أو مبنى على معلومات ناقصة :
.......................................................
ينبغى على الجماعة أن تتناوله بالتوضيح والتصحيح، وأن لا تتركه يتضخم ويكبر ويسبب بلبلة ولبسا.

4- نقد قائم على الاتهامات الكاذبة والسب والقذف :
...............................................................
فى هذه الحالة التى يلقى فيها السباب والقذف والاتهامات جزافا بلا دليل ولا بينة، تقيم كل حالة بقيمتها ووقتها وحالها، ففى أحيان كثير يكون السكوت عن الرد عليها هو أبلغ رد، ولكن فى أحايين أخرى يكون من الضرورى الوقوف عليها وردها، وليس المقصود الرد على صاحبها ولكن المطلوب ازالة ما قد تنسجه تلك الأكاذيب من لبس لدى عموم المتابعين لجماعة الإخوان ولا سيما فى عصرنا الحالى وسهولة وسرعة تناقل الأمور والأخبار.

No comments:

Post a Comment