Tuesday, April 12, 2011

العنف كوسيلة للتغيير

ترفض جماعة الإخوان المسلمين منذ نشاتها وحتى حاضرها ومستقبلها استخدام العنف كوسيلة للتغير، ويتم التأكيد على ذلك دوما فى أدبياتها كما يتسم ذلك مع ممارساتها وأعمالها.

ونتناول هذا العنصر سريعا فى عدة نقاط:
-----------------------------------

1- أن الاتهام بان كل جماعات العنف قد خرجت من عباءة الإخوان المسلمين، هو فى الحقيقة شهادة لها بأن العنف لم يجد له طريقا او سبيلا فى جماعة الإخوان فاضطر مؤيدوه ومريدوه للخروج منها بحثا عن سبيل آخر لممارسة عنفهم

2- وأن هذه الشهادة تستوجب أن يدعم نشاط جماعة الإخوان لا أن يحارب، حتى تستوعب مثل هذا الشباب المتحمس وتوجهه للتربية السليمة ومفهوم الدين الصحيح، فتوظف طاقاته فى بناء المجتمع ونهضته وتطويره بعيدا عن مستنقعات العنف وظلام الجهل.

3- حين يفتح هذا الملف تسرد من فورها عدة مواقف و أحداث تاريخية بعينها على أنها دليل استخدام العنف من قبل جماعة الإخوان المسلمين، وإن افترضنا جدلا –برغم أن مواقف الجماعة القديمة والحديثة وبرغم أن تفاصيل الاحداث تنافى ذلك- اذا افترضنا أن الجماعة كانت على علم بتلك الاحداث، فإنه كما يقال يكفى للمرء فخرا أن تعد معايبه، فسردها فى عدة احداث لا تجاوز فى عددها أصابع اليدين بل وأصابع اليد الواحدة إنما هو شهادة للثوب ببياضه حتى تتمكن من عد وحصر نقاط سوداء عليه، وأن انكار الجماعة لعلاقتها بهذه الأحداث –حتى وان افترضنا جدلا أنه كانت هناك روابط لها بهذه الأعمال- إنما هو أكبر دليل وشاهد على رفض مبدأ العنف واستنكاره وأن أدبيات الجماعة لا تقبله وخاصة إذا أكد تاريخ الجماعة على عدم تكرار مثل هذه الأحداث.

4- أن أحكام القضاء كانت دوما تسطر دليل براءة الإخوان من العنف واستخدامه ، فلم يتم ادانة أحد من أفراد جماعة الإخوان المسلمين فى قضايا عنف أو خروج على القانون منذ السبعينات، وكانت دوما البراءة هى العامل المشترك الوحيد فى كل القضايا التى يحال فيها الإخوان المسلمون للقضاء الطبيعى المدنى.

5- وإن كان البعض يدعى أن ابتعاد الإخوان عن العنف إنما هو خطوة تكتيكية مؤقتة وأنهم يضمرون فى نفوسهم غير ذلك من استعداد ورغبة لاستخدام العنف، فالسؤال الذى يطرح نفسه بقوة ومتى سيحين هذا الوقت؟ وما هى الدواعى التى ستدفع الإخوان لاستخدام العنف؟ وهل هناك أوقات وضغوط ستقع على الإخوان تدعوهم لاستخدام العنف أكثر مما يلاقوه هذه الأيام من ظلم وانتهاكات لحرمات البيوت واعتقالات ومصادرة اموال ومحاكمات عسكرية ومنع من التعيينات والتعسف الإدارى وتزوير انتخابات انتهاء بالقتل البطئ بحبس أصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المستعصية لأعوام بل والقتل المباشر كما حصل للشهيد مسعد قطب والشهيد أكرم الزهيرى وغيرهم؟، فإن لم يلجأ الإخوان للعنف أمام كل هذا الظلم والقهر فمتى سيستخدموه إن صح هذا الاتهام ؟!!

وإذا أردنا اسقاط هذا العنصر على الحياة الطلابية وما يتم ترويجه من بعض المشاهد على انها دليل لانتهاج طلاب الإخوان العنف فى الجامعات كعرض طلاب الأزهر وأحداث عين شمس وغيرها..

لسنا هنا ندعو الناظر إلى أن يقتنع برأينا فى تلك الأحداث ولكن ندعو المنصف أن يقف على كل تفاصيل الحدث قبل أن يلقى الحكم.
ولعل حادثة الأزهر قد كتب فيها وعنها الكثير ما يوضح حجمها وحقيقتها و يكفينا فيها الآن شهادة مفجرها وهو مصور جريدة المصرى اليوم فى رسالته الطويلة حينها والتى قال فى مقدمتها " أرجو من قراء هذه الرسالة أن يعرفوا إلي أي مدي السوء الذى أعانيه نفسيا من جراء نشر تلك الصور فمنذ يوم الاثنين عندما نشرت جريدة المصري اليوم خبر( ميلشيات الأزهر ) أحسست بضيق في صدري لما سوف يأتي بعد ذلك.

الله واحده يعلم أنني كنت أؤدي عملي فقط وان الأمر لا يستعدي كل هذه الضجة ولا ما ترتب عليها من أحداث واعتقالات فما حدث يوم الأحد كان مجرد فقرة رغم غرابته إلا أن حواري مع الشباب تأكدت انه لايحمل اى مضمون أو هدف بالإضافة أن عدد الطلبة لم يكن يتجاوز 2% من قوات الأمن الموجودة على أبواب الجامعة فمن الذي يقوم بالاستعراض ؟ ."

أما بلطجة عين شمس فعين الكاميرات وملفات الفيديو المسجلة والموجودة على مواقع اليوتيوب لهى خير شاهد على من كان يستخدم الاسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة من شباب بلطجية استأجرتهم قوات الأمن وسمحت لهم الجامعة بتنديس حرمها ضد طلاب الإخوان الذين كانوا إنما يطالبون بحق شرعى لهم ولزملائهم الطلاب فى انتخابات نزيهة تسمح للجميع بالترشح وتترك للطالب حرية اختيار من يمثله.

ولا يعنى ما سبق أن طلاب الإخوان المسلمين ملائكة مبرئون فبالتأكيد قد يصاحب نشاطاتهم وكثرة حركتهم وتنوعها بعضا من الخروج عن الأمثل، فى بعض المواقف العصبية التى قد يعلو فيها صوت حماس أو أحيانا تهور الشباب على صوت العقل والحكمة، إلا أننا نؤكد انها تكون مواقف فردية انفعالية سرعان ما يتم تداركها والاعتذار عنها فضلا عن معاتبة ومحاسبة صاحبها، وإن كان البعض يتحامل بشدة على طلاب الإخوان فى مثل هذه المواقف فالأولى أن يتم محاسبة ومعاقبة المسئول عن هذا التأزم والانغلاق فى الحياة الطلابية من ادارات جامعية سلمت قرارها ورقابها للاوامر الأمنية فحجمت إن لم تكن وأدت وقتلت النشاط والابداع الطلابى.، وحرمت الطلاب عموما والناشطين منهم خصوصا من حقوقهم الطبيعية فى ممارسة نشاط طلابى فى جو صحى ومناخ مفتوح يرعى مواهب الشباب ويربى عظماء جدد ويصنع قادة المستقبل.

No comments:

Post a Comment